سار الشاب يحمل فى قلبه أيمان بالله ورضاء بقضاءه وقدره لقد راى أعمار السابقين تنتهى وأرد أن يكون له من عمله ما يمد له فى عمره وينسأ له فى أثره ، فتذكر على الفور حديث وعظ به نفسه وعلم أن فى صلة رحمة وسيلة لبقاء أثره ، ومرت الأيام وتعاقب الليل والنهار فأراد ان يصلح ما افسده الدهر بين أفراد عائلته وقرر أن يكون زواجه مقروناً بنية صلة رحمه
وليبدأ بنفسه فيتزوج من أقاربه حتى يقتدى به غيره من شباب عائلته وتصبح عائلة قوية يتبادل افرادها أواصر المحبة والود ..
فكر صديقنا وفكر واستخار الله فى زواجه من ابنة عمه الذى يقاطع والده منذ عشرات السنين ... ، لقد كانت المهمة صعبة للغاية وكانت النتائج والهمزات واللمزات واللعنات منصبة على هذا الشاب الذى تجرأ على محاولة انهاء الحروب الباردة بين أخوة أعداء لأمهات شتى تجمعن على العداوة والبغضاء وبالفعل واصل صديقنا العمل ليل نهار ليجتاز العوائق الصعاب التى وضعها عمه ليثنيه عن ذلك ، ولا عجب فقد كانت معية الله مع هذا الشاب المسكين الذى عاداه أقربائه وبعد عظيم جهد تمكن من شراء المتطلبات واعداد شقة الزوجية بصورة مشرفة للغاية ، لم يكن يعبا صديقنا بما يواجه من مشكلات ومتاعب ولم يجد هذا الشاب سوى المشكلات تتزايد والأهانات تتعاظم حتى ممن اختارها شريكة لحياتة التى دأبت على اشاعة اسراره والتبرم والتسخط من طيب أحواله والإساءة إليه بكل الطرق حتى ازداد الأمر سوءً وأصرت على الطلاق ووقف يساندها الأقرباء لرغبة فى الانتقام من هذا الشاب الذى أهان أحقادهم وحاول استئصال عداواتهم ، لقد تعجب الفتى مما حدث بعد أن فقد ماله وأهان نفسه فقد قاضاه أقاربه أملاً فى حبسه ، ووقف صاحبنا شارد الزهن يتهم نفسه بالحمق تارة وبالرياء تارة أخرى ....حمق يحاول به اصلاح ما افسده الدهر ورياء ألبسه رغبة فى زواج لمال او جمال ....، لقد اغتم صديقنا وعلم أن لا ملجأ من الله إلا إليه فقرر أن يحسن التوجه ويأخذ بالأسباب وليكن دعاؤه " اللهم أجرنى فى مصيبتى وأخلفنى خيراً منها "
وسيلته لقضاء محنته وكربه ...وبالفعل تكررت رؤيا عجيبة فى أثناء نومه حيث يقال له " أنت زعلان على أيه أحنا بعدنا عنك من لا تصلح وبعتنا إليك معالى زيادة أنظر إليها أنها تنتظرك " ومرات الأيام وتعاقب الليل والنها ر ورزق صاحبنا بزوجة مؤمنة طائعة جعلها الله قرة عينه وسرور نفسه نسأل أن يرزقهما الذرية الصالحة ويديم عليهما موفور نعمته وفضله "