كان الخليفة عمر بن الخطاب مارا ذات ليلة في المدينة،يتفقد أحوال الناس، فرأى امرأة عجوزا،تشعل نارا تحت قدر، وحولها أطفالها يبكون ويصرخون. سألها الخليفة عن حالها وعن سبب بكاء الأطفال فقالت: "أنهم يبكون من الجوع وليس معي ما اشتري به طعاما". فقال لها:"وما الذي في هذه القدر؟"قالت:"فيها ماء أسكتهم بة،وأوهمهم إني اطبخ لهم فيها طعاما حتي يناموا".
رق قلب الخليفة، وذهب في الحال إلى بيتة،واخضر كيسا من الطحين؛ حملة بنفسه، ورجع إلى المرأة. ثم جلس، فوضع مقدار من الطحين وقليلا من السمن، وجعل يحركهما وينفخ في النار.
كان الأولاد في تلك الأثناء يصرخون، فلما نضج الطعام ،صبة الخليفة في إناء، ثم اجلس الأولاد حوله، واخذ يلقمهم حتي شبعوا. فلما شبعوا قاموا يضحكون ويلعبون حتي غلب عليهم النوم فناموا.
فبعد ذلك ودع الخليفة المرأة، وانصرف إلى بيته، وجعل لها ولأولادها معاشا كل شهر.